أصدقاء عناية جابر ... الحياة بحبرها الحافي
- أحمد هاتف
- Jun 23, 2017
- 3 min read
مدينة مثل بيروت لاتكتب إلا بالحبر الحافي .. بدون تلك النتوءات الخشنة التي تجادل احساسك أحيانا من الصعب أن تهبط لتشعر بدغدغة الرمل ، وملمس الشمس في مساء البحر .. أن تتنفس البرد والقليل من مرح عابر لصبي وبنت بعمر قصير وضحكة بحذاء رياضي ..لايمكن أن تدرك أنها تمطر .. وهكذا هي عناية جابر أمرأة لاتكتب إلا بالشمس والظل وبحبر من مطر وريح وصخب ربما .. / أخلع قميص رأسك وأسترخ ..تماما تماما .. تنفسها .. أنظر الى تلك الجملة وهي تطرطش الماء .. وتجلس لتضحك تحت سقف مكسور .. هكذا أقرأ عناية كي لايقال عنك غبي بأذنين طويلتين .. لأنها بسكين سخريتها ستقشر ماحرصت على قوله ولم تجده .. وهكذا ستدرك أنك " رأيت الشجر وفاتك معناها العميق "..لذا لافائدة من أستعراض تجوالك في مدينة لاتدرك فقه شروقها ومطرها .. ونقرات كعوب صباياها المدثرات بأحمر ضاحك .. ف المدن كما النصوص خفية ومتمنعة .. لاتسلم طرقاتها لمن لم يعتد قراءة اسرار الظل والضوء .. ربما بدت " عناية " خاصة جدا .. لا أحد في " أفق المعنى " يستطيع أن يبلغ المدى الذي بلغته ..لأنها ببساطة شديدة .. قررت أن تكون مذهلة مثل نثيث سكران استيقظ في الواحدة صباحا .. فأنت لاتقرأ أمرأة بل تصغي لشقية تداعبك .. طفلة أشعلت النار في الحكمة لأنها فطنت الى باطن مانراه ولانجيد الأصغاء له .. ربما علمها التجوال كيف تقطع أقصر الطرق الى المعنى .. لتصل اليه قبل الجميع ..لذا على الشعراء أن يتأكدوا مسبقا أن الباب الذي سيطرقوه لن تفتحه عناية جابر .. هذه الحكيمة التي ضجرت من شعر الحكماء الأبيض وقماشاتهم السميكة فقررت سرقة ماتسنى لها لتعود لطفولتها يانعة تعض أصابع الملل لتلبسه وعودها وسخريتها وعشقها فيتلون " الشعر أن تفرغ القصيدة / من نهار لست فيه " .. لذا فهي " لست أحد آخر إلا ما أكتبه " .. هذا يعني أن لقصيدتها رائحة مزاجها وحركتها وقهوتها .. وربما ستجد في تلك القصيدة الكثير مما في حقيبة يدها وعطر أزقتها .. لذا حين أقرأ عناية أترك النص يمشي لتتوالى الأبواب والصيحات والوساوس والدعابات وأصوات القبلات وربما خرخشة أساور عاشقة في مساء راكد .. لاتحتاج عناية لفقه النص بل الى تبتل الأصغاء ..لتدرك أن أعمق مافقدناه هو ماتلتقطه " هذه المرأة السعيدة لان لها بيت تأوي اليه ، وحديقة في رأسها " .. من الصعب أن تجد اللغة قميصا أبيض أكثر نقاوة من هذا النسيج .. حتى أن نقطة حمراء نحيلة بدت أكثر صخبا من بحر تطارده عاصفة .. قد يبدو من المألوف أن تجد عناية في الحياة لكن من غير المألوف أن تكتب الحياة بهذي الوفر وهذا الأختزال الذي يبدو أكثر وفرة من كرم مجنون .. فمعها تجد الفاصلة موقعها ولابأس بأنارة النقطة .. تخيلوا أنها جلست بجنون مراهقة على ميداليات اللغة المنسقة بأهتمام لتضع عنوانا لمجموعتها الثالة " ثم أنني مشغولة " .. او " أستعد للعشاء " .. هي ليست أبنة الوعي العابر بل هذه المرأة باحثة نهمه في كل مايحول في ساحات الأدب وربما السياسة .. لكنها أرادت فقط أن تكرم الحياة بما يليق بها ..فلم تخلع قميصها لتدير رأس الذكورة ، بل جاءت بالحياة عارية لنراها .. بجسدها المزكوم بالشد مرة وبالتوتر مرة وبالشهوة مرة وبالتهكم مرات .. نعم بمكر عارفة تركت نافذة الحياة مواربة وشدت الستائر للأعلى لترينا كيف تمارس حب الحياة بفقه الوعي .. فالهواء حرف .. والشباك جملة .. ولذعة البن سحابة .. والضجر كائن يقبل الكتابة كما هو شأن الشجرة والكأس والأغنية .. سأعترف ربما بعجز الأدراك الإحاطة ولو ناقصة بعناية جابر .. لأنها ماء وتلويحة ..وزيتونه مغسولة بمطر مراهق .. وربما أمرأة تدخن لتناكد انتظارها .. لا أدري حقا كيف تكتب هذه المرأة .. لأن الحذاقة تفسدها .. والتأمل يجعلها وجها متعرقا .. لذا أخلع ذاكرتي وأسير تاركا سحبها وصخبها وعطرها ودندنتها وربما أغنيتها العتيقة ..تلامسني.. قد يبدو من المنطقي أن يتفوه النقد بالكثير من دخان القراءات الهندسية الناقصة العقل .. لكني لا أستطيع التجوال في ساعة متأخرة من السكرة حاملا مكبرة معنى .. ذاك أن عناية ترى بقلب مجرد وبعقل مجرد لأن أعراب الضحكة لايجعلها أوسع والبحث عن خبر العاشق المتأخر لايوقف نزف القلق .. لذا أوصدوا البحث وأيقظوا الرفقة لتروا في هذه العريشة مايفهمه الندى .. عناية جابر أعتذر لن أكتبك .. سأغلق وجه الكيبورد واعتذر منكم لأن أي كتابة تسرق أهتمام السباحة في انتباهاتك خبل غير مفهوم أحمد هاتف
Comments