top of page

خاطرة #18

  • عناية جابر
  • May 25, 2017
  • 2 min read

نحنا وزغار ، كانت أمي تستأجرلنا بيسيكلاتات بجنينة الصنايع حد بيتنا ونضل أنا وأخوتي نبرم ونلَف عطول الجنينة وعرضا تا ندوخ . مبارح رحت تمشيت بالجنينة بخطوات رصينة كما تتمشى إمرأة بالغة . قلبي فحسب كان يعاين آثار دواليب البيسكلات اللي كنت شفّط فيا ، عبق طفولة راحت وانقضت

إن غرفتي هي سكني الطاهر ، ترعدُ فيها الريح لو شئت ، وتثور !!

فجأة الروح من جديد ، فجأة التنفس من جديد

الهدأة الصمّاء للقلب فجأة ، الرضى ، امتلاك

العالم ، وليس سوى رفع الكف لأبارك الكائنات .

انت مفتاح عالم الضوء

أصنعك من سحر الكلمات التي

أجمعها هنا .

فليكن ما تستطيع لمسُهُ هو ما ترغب فيه , ولا تبحث عن رغبة أكثر اكتمالاً . ثم ها هي الساعة الأكثر إصفراراً في النهار كله .إن غرفتي هي سكني الطاهر ، ترعد فيها الريح بإذني وتثور . وحدهُ النهد الكريستالي الساذج ، وحده الحب .. يرفعهُ .

على المنعطف وقبل أن أقفل عائدة الى البيت ، لمحتهُ . شيءٌ ما اختطفني ورماني عالياً في الفضاء . لم أسمع دوياً بل احسستُ بإنهيار في الضلوع وفراغاً في الجهة اليسرى من الصدر ، كما سمعتُ هديراً كونياً وصفقُ أبواب على كل ما سبق تلك اللحظة

أتجوّل في شارع الحمراء الذي عاد فاتناً فجأة لخلّوه من المّارة. أجوب شوارعه الخلفية ببطء كحيوان ضخم في فيفث أفينيو . لاحاجة للمرء أن يكون ثرياً ليشعر بالسعادة يكفي ان تتألف حياته من مثل هذه الأحاسيس اللطيفة . لا أرى من داع لإبتكارات خطرة من أجل نهار صغير . فكرتي عن النهار هذا ، تجنيبه القبح والتركيز على التوتر في الخطوات وفي الأفكار والحرص على عدم وقوعها في قبضة الهذيان

عندي هذا الإنطباع القلق ، بأن شيئاً ما مُنّفراً ، مدسوساً ومختبئاً في ما هو فاتن وشهّي . أرتاب في الكمال وأركن الى البسيط العادي

لم أُخرّب عليه وجدهُ بل تركته يبكي حتى خرجت من أعماقه كافة الحسرات

Comments


Recent Posts
  • White Facebook Icon

Follow me on

جميع الحقوق محفوظة © 2016 لعناية جابر والكتاب المشاركين ، وفي حال الاقتباس نرجو الإشارة إلى الموقع كمصدر

© 2016 by Samer Y. Saab. Proudly created with Wix.com

bottom of page