خاطرة #15
- عناية جابر
- Apr 10, 2017
- 2 min read
إنني مرئية , لكن في تناسب مع رجل نائم , مع هرة ستغدو ساحرة بعدما أرحل , ونقرات بيانو ستعود الى مكانها في الخشب السويدي الصقيل . إنني مرئية في هذا التشويش المقصود ويلعب اسمي وصوتي دور أجراس في غابة خرساء
قمنا نمشي ، صديقتي وأنا كلٌ الى بيتها . راقبتها تبتعد بأناقتها المعهودة وشعرها المُسدل الجميل . مسرعة نشيطة ومغوية كما عرفتها منذ بدء صداقتنا . مشيتها المعتادة أجل ، لكني بالأمس فقط انتهيت الى ماهية مشيتها ، مشية من تذهب الى حتفها وتسعى اليه كل يوم !! أنا أيضاً أمتلك مثل خطواتها
أنت لاتحزن على فقد أهمّ مخرجي السينما لأنهم كفّوا عن إمتاع العالم الى الأبد . تحزن لأنهم كفّوا عن إمتاعك . موتهم خيانة . خيانة أصدقاء لك لم ترهم في حياتك . أنغمار برغمان علّمني في " برسونا " وسواه أن الأمور حين تبدو على مايرام ، فأن ثمة ما هو سيء . أنطونيوني منحني القناعة الحسيّة وكيف أطرق باب الصمت ، علمني كيف لا أعود مهووسة بالكمال , الدقة والكمال طاردي الروح وألدّ أعدائها . بونويل وكوروساوا منحاني عصباً سرياً ومُحفزّاً . ألمودوفار أرشدني الى عالمي ،.وجعلني أرى الى عيشي يجري أمامي على شاشة ضخمة .. برسونا برغمان من من الشعراء كتب قصيدة أجمل؟
أيّ جذل ، أطوي في الصباح الأرصفة التي لمّا تزال رطبة . يكفيني الوصول الى الشاطىء حتى يكفّ هذا العيش عن إخافتي .
الصباحات البحرية فكرتي وحدي، همساتي العائمة فوق الماء, نداءات حقيقية, تغرق الآن , تندّس في القاع تحت الصخور
لستُ شاعرة تماماً , وعندما حدثتك عن البحر ، وعن شيئك اللطيف أو مهما كان ما حدثتك عنه فذلك لأني أتألم , وكدمات تدبغُ قلبي الصغير
لكي تكتب ، عليك أن تمشي . المشي هو ما يُوجد لك الكلمات ، وهو ما يُتيح لك سماع ايقاعاتها في ما تكتبها في ذهنك . تجلس الى مكتبك لتكتب الكلمات وفي ذهنك انك ما تزال تمشي .. أتساءل عن عدد الأحذية التي انتعلها هرمان هسه ليكتب " ذئب البوادي " ؟؟
Comments