خاطرة #13
- عناية جابر
- Feb 3, 2017
- 2 min read
في الحقيقة ، لا أعرف إذا ما كنتُ أفتقدك ، ذلك أنني لم أعش معك ، ولكن حين تمطر ، يُنهكني " غياب " ما ، دون أن اعرف مصدرهُ .
حين نتشاجر ، أنهضُ وأمضي على نحو ضبابي ، كلبوة تتبعُ جثة صغيرها الذي قتلهُ الصيادون .
في غرفتي المعتمة ، رأسي مهووس بضوء الشاشة الأزرق ، أحدهم في الخارج ، في وضح الشمس وفي الشارع ، لايتوّقع منيّ مثل هذه المشاعر . هنا في الداخل - يا سيدي - الأمر مختلف !!
في الصيف ، أنتظر على الشاطىء حتى ينهض البحر وتبدأ موجاته بالغضب ، ثم ببندقية هواء مضغوط ، يصبغ زبدهُ الأبيض ، وجهي السعيد .
في الليل ، أفتحُ نافذتي الصغيرة ، أنظر الى أضوء الشارع التي ترسم موجات شقراء ، وأفكر أن هذه الموجات ، تصدر من جسدك ، لذلك أحدّق فيها طويلاً كما يحدّق صياد السمك الى مرجان كهرماني
أحبها كلها : السماء بسحب بيضاء منتفخة ، السماء الخالية كلياً من الغيوم وتُرهقُ زرقتها العيون ، السماء كملاءة ثقيلة من الغيوم الرمادية التي لاتحمل مطراً ، السماء المغمورة بعتمة خفيفة ، السماء المنقطة بسحب بيضاء صغيرة ، السماء المخططة بغيوم رفيعة ككرات قطن ممطوطة ، السماء الحليبية وبلا ملامح ، السماء السوداء التي تبصق المطر بصقاً ، وأحب أكثر ، السماء التي ليست سوى الأمطار في طوفان لا يتوقف
تكفي الفكاهة ، كي تكشف عن مأساة وجمال روح من يكتبها .
أفتقدك في الليل وفي النهار
عدا ذلك أنت لاتعني لي شيئاً
لكن مع ذلك لنتكلم عن الأرق الذي يحاكي النوم لكن لايكونه . .انه من جنس النوم وهو تقريباً النوم الأبيض والإستخفاف به ينتهي الى إظهار مناعته .درجة ثانوية من النوم على أطراف اليقظة لكن طويلة وثابتة ولا يمكن زحزحتها .نظل نشعر بأننا في ضؤ إصطناعي ولا يندغم في شيء
أفكرّ الآن أن ماكتبته وإن بدا ناقصاً هو تدريب شاق على الحياة , وأن هذا الدأب على الكتابة أنقذني من الجنون .
コメント