خاطرة #12
- عناية جابر
- Jan 23, 2017
- 2 min read
العزف على البيانو سهل جداً ، عليك فقط الضرب على المفتاح الملائم بالقوة الملائمة وبالوقت الملائم . كذلك القلوب ...
وفي الوثب ، في اللهاث ، هو ذا الباب مُغلق ، هي ذي الغرفة وضّاءة ، النار التي منّا وفينا ، والخمر يبرق !!
مادمنا على كوكب موشك على نهايته , فلنتصرّف كجثث لطيفة
اللحظة التي أعتقد فيها أنني فهمتُ كل شيء , تمنحني هيئة القتلة .
أقرأ الكتاب الذي أوصيتني به ، وأضعُ غصناً في النار التي كادت تموت .
إنها القصة نفسها دائماً ، إذا لم يأت الخيال للنجدة ، تكون النتيجة مُخيّبة للآمال
في الصباح الباكر على البحر ، سحبت قبعة صوفية من جيبي ولبستها . كنت متأكدة أنني لن ألتقي أ حداً يعرفني ما دام الوقت لمّا يزل باكراً وناس المدينة نيام . أطلتُ تحديقي بصخرة الروشة ، وكيف أنها تُشبه بناية ضخمة ، عمياء من دون شبابيك . العشب يكسوها ، ينتصب واقفاً برداناً لم ينلهُ أذى الأقدام . ينتصب عشبها ندياً مع أن أقداماً داستها صعوداً لكي يرمي أصحابها أنفسهم من شاهقها . فكرّت ربما أنهم في عجلتهم الى الموت ، لم يصبروا على تسلق قمتها فينتحرون من شقوق فيها أقلّ علواً ، لذلك لاتبان آثار أقدامهم على عشبها الناهض . فكرت في أبي كيف كان وسيماً جداً ويختفي مع المرأة التي تظهر كلما كنا نحضر .. وابتسمت . فكرت كيف كان يرى الأشياء التي أراها الآن ، وكيف أنها اختلفت في هذا الصباح لمّا أنني أراها وحدي
أنا أعرف صخرة الروشة أكثر من أيّ شيء في الدنيا . عندما كنت طفلة ،كان والدي يصطحبني الى الربوة تحتها ، ننظرها ونأكل ونتحدث . الآن وقد رحل أبي وأصبحت كبيرة ، أذهب وحدي . كنّا نعرّج على ذلك المقهى الذي يكتب فيه الأدباء والشعراء . أنا أكتب في البيت وعلى الكومبيوتر . كنّا أنا وأبي نتفرّج على السفن ، القريبة وتلك التي على حدود الأفق ، وحين أكون أتفرّج على الصيادين وحدي ، يكون والدي يتحدّث الى إمرأة شقراء تظهر في كل مرّة نحضر الى هناك . رائحة الذكرى كانت لطيفة في صباح هذا اليوم . رائحة تجعلني أشعر أن الأمر كان يحدث في جوّ ممطر ، حتى لو لم يكن في الحقيقة ممطراً ، رائحة تُشعرني أيضاً أنني أواظب حتى اليوم على قصد المكان المؤثر والحميم ، والوحيد في العالم . ثمة أشياء تغيرت بالطبع ، كأن كنت صغيرة بصحبة أبي والآن لم أعد بصحبته . أعني أن شيئاً اختلف بشكل ما ، الرفقة ، الرائحة الى حدّ ، ثم نوع الدموع التي تنهمر على وجهي ، هل تسفعها الريح أم تُسيلها الذكرى ؟
Comments