خاطرة #9
- عناية جابر
- Dec 20, 2016
- 2 min read
إمتقاع وجوهنا يخبرنا الى أيّ حد يمكن للجسد أن يفهم الروح .
الغناء جبين الورد وذراع الحياة القوية
قلبي كما لو كهف ، لايصرّح عن عميق لوعته .
_ هذه البلكونات الصغيرة هل هي جيوب للوحشة ؟ لايمكن طرح سؤال كهذا على بحّار أو على زهرة .
من مباهجي أيضاً : الجمال بكل تجلياته في العين والقلب ، اللحم الفتي ، البحر ، المطر ، كثافة صوت من أحب ، الناس الغريبي الأطوار ، روما ، طنجة ، نصّ يجعلك ترتجف ، فكرة الحب بحد ذاتها ، العيون المبتلة اللامعة ، الظلام الليلي الرقيق ، الخيانات التي تتعرض لها لأنك لا تُشبهُ أحداً ، الصمت ، بخار الفجر على قمم الجبال وفي الغابات ، دونيرو في " تاكسي درايفر " و آل باتشينو في " عطر امرأة " فيلم :" عازف فوق السطوح " الحمى الخفيفة قبل مباشرة الغرام ، الحمار المنسي من العالم كله ، أوداج أرمسترونغ منتفخة من عزف الترومبيت في حانة نيوركية ، لندن الرمادية وباريس قليلاً ، مال كثير يتدبر الشجاعة لمواصلة الحياة ، الكرم ، نظرة حنونة مرمية عليك لا تبارحك ، واللحظة التي وجد فيها طفل بدين أمه بعد أن أضاعها في احدى الضواحي
في الطائرة ، في مقعدي إزاء النافذة ، رأيت الى إمتلاء السماء بالرضّات والكدمات بفعل تبّدل الجوّ في الخارج فطفقت أبكي من حنان ما ، مجهول المصدر . سركيس ( السائق اللبناني ) الذي أقلّني من مطار بوسطن ، حكى لي عن إقامته الأميركية التي ناهزت ضعف سنوات عمره ، وبدا مسروراً بإصطحابي كما لو أتيت للإقامة عنده ولزيارته شخصياً . سركيس أخبرني أنه في زيارته الأخيرة الى بلدته في الشمال اللبناني ، وفي طريق عودته الى أميركا ، سمح لرجال الأمن الأميركي بمصادرة كل ما وجده أولئك ممنوعاً ، عدا كيس الزعتر وقنينة العرق البلدي :" قلتلهن خدوا كل شي بس الزعترات لأ ، لأن أمي مقطفتهن ورقة ورقة ، والعرقات متلتّهن بيي عا ايدو وممنوع حدا يصادرهن ." سركيس عرض الى اصطحابي الى اشهر المطاعم اللبنانية في بوسطن : تبولة ، كبة ، حمص ، كل شي بدك ياه .. سركيس يا صاحبي ماذا فعل بنا أمراء الطوائف في لبنان؟ ماذا فعلت أميركا يا سركيس ؟
Comments