خاطرة #8
- عناية جابر
- Dec 10, 2016
- 3 min read
لن أقف في الصف لأشتري حظاً ليوم واحد !!!
يسعني - إن لم يقاطعني أحد - التحديق في وجه ما ، وأنتهي الى أن أرى فيه وجهي الخاص . حياتي مليئة بمثل هذا النوع من الإشتباكات ، وثمة فيها ما يقع خارج كل منطق ، ولا يعوزه رأس مليء بالأفكار حول كيف يمكن للأرواح أن تكون مُتحدة . حسناً هناك أوقات لا أحب أن أكون فيها قوية أو على صفاء ذهن ، فهذا مُضجر وبارد ... يُغريني أن أبدو مُتعبة وحّارة ، وصوتي مخنوق يخفق في حنجرتي رقيقاً كالقطن
- هل تُحبينهُ ؟
- لا، إنه لا يُعجبني فهو رجل دون حماس ، دون قلب ، كلهُ عقل
- ولكنهُ عقلٌ رائع
- قد يكون ، وسوف يقودهُ الى الجحيم .
صورتك المطرودة , ستغدو فوق رفوف قلبي إلهاً منزلياً .
تبدأ الكتابة عندي دون خوف كبير ، لكنه يبدأ يتصاعد في اللحظة التي أقرر أنني أنهيت فيها كتابتي . دائماً مغادرة الورقة تُرعبني كأنما مازالت - أكيد - أماكن سرّية تستدعيني ، ومشاعر رخوة تستعطفني ، وأطفال لم يتسنى لي احتضانهم ، ورجال لم ألحظهم ، وبحار لم تُرعشني ، وقطط وكلاب لم تحّف أنوفها ببشرة قلمي . ثمة تيمة أحسب أنها تظل عالقة خارج الورقة لحظة مغادرتها . كل مرّة أجتاز هذه الطقوس وأقلق ، فطبيعتي الداخلية ريبية . أكتب بسرعة تماماً كما أسرع في كل شيء . البطء يولد الخوف . الكتابة السريعة أكثر إثارة ، كما لو أن السرعة التي حققت كتابتي تحميها من الجبن والهذر .
الحياة أساساً موقف من الفن ، أقول ذلك لنفسي وأنا أستمع الى صوت المطربة التونسية الراحلة ذكرى . أحس مع صوتها بنضج الموقف الضروري من الوجود ، ضرورة الإنتباه الى الجمال . الأمر غريب لدى سماعي صوت ذكرى ، لكن هذا شأني .
في حقيبتي دب فرو صغير وعلاًقة مفاتيح توم أند جيري ورسم لك في إطار ذهبي وعلبة سجائر وعشر قداحات وباسبوري وكتاب لتيد هيوز وقلم كحل و" بورت مونيه" , إن كان كل ذلك موجوداً في حقيبتي , حراً وسعيداً كما هو في إعلان سفر , أين تختبىء تلك السعادة الملعونة ؟
من الصعب أن نقنع نهراً بالبقاء طويلاً خارج مصبّه , لكن يُمكن أن نعقد معه معادلاً شريفاً . كأن نرافقه الى البحر بصخب الشرايين التي تسبب لنا الصداع .المسألة في الرفقة لكي لا يحرن نهر عن مصبه .
أخافُ أن أفقد دهشتي مع الوقت وأفقد ماء الكتابة ، لذلك أصغي تماماً الى كائنات ليست على هذا الكوكب ، وأتفرّس ملياً في الإبتسامات .. الإبتسامات أسرار وليست كما تتبدى طيبة القلب .
الجرح اختفى لكن الحادث لايزال على الوجه . قطب مدفونة تحت الجلد , أسنان في الخد , ومحاجر من الكريستال . سيكون صعباً علي أن أعيد تقديم نفسي بدون إبراز ذلك الحادث الذي لاأملك وثيقة عنه , أذكر فقط ذلك الرجل .. ولعله لم يعد يحبني .
الرذاذ الهشّ النازل من السماء يبعث الإحساس باليُتم ، وبأن العالم أصبح فارغاً فجأة سوى منّي وحدي .
بيروت تتمّوج تحت ناظرّي ، بردها الخفيف لا يؤذي ، هواؤها لطيف وفي الفجر لا شيء ينبش الشجن .. لا شيء يُخيف سوى فكرة أننا كائنات تمّر ولا تترك غباراً !!
حاجتي قليلة لأكون أنا أو أيّ شيء آخر , وأقول أيضاً يمكنني أن أبيت بلا سقف , أبني حجرة من ضلعين ومن نظرتين يبقيان معي حتى السماء .أبني حجرة وأرّبي المجهول في دمي وأجعل من الحائط أفقاً .
رغبة بالأسود والأبيض
تركضُ بعناد
في حقول رأسي .
كلمات من مكتبة البحر، لكي أكتب قصائد .
إذا أحببت أحداً , فثق أنك كنت تحبه طيلة حياتك دون أن تعرف .
الأفكار تتنزّه على السطح , وحدهُ الحب يكدح في القاع .
من أجل كل يوم إضافي قضيتهُ قربك , قامرتُ بكل هذه القصائد .
لستُ إنتحارية , لكن يبدو في حساب منطقي, أنه لايمكن إحتمال هذا الى الأبد!!
Comments