خاطرة #1
- Inaya Jaber
- Nov 9, 2016
- 1 min read
يكتب بورخيس أن عماه الشخصي الذي حلّ تدريجياً ، ليس دراماتيكياً بل الدراماتيكية حالة أولئك الذين يفقدون البصر فجأة . مع ذلك أغمض عينيّ الآن لأقترب من نصّ لبورخيس ، الشعور بإلحاح العمى ، بإلحاح عالم الألوان الذي اختلط عليه . أغلق عيناً وأدع للأخرى أن تبصر قليلاً جداً . من عتمته أقرأه ومنها أقترب منه . القدرة على الكتابة من أكثر الأمكنة إختلاطاً وشحّاً تخلع على الكلمات إحساساً بالتبّصر المطلق كما حين نكتب في الإهانة وفي موت صديق وفي الحرب والحب . أدخل عالم بورخيس من الكوة نفسها التي يدخلها بعينيه المطفأتين ، أدخل الى الرحابة وأحيا فيها ، الكلمات التي تبرّر العالم ، تبرّر المطر والزهر واللؤم ، ودائماً في الظلمة لمّا أن بورخيس يعتبر أن عماه من بين كل الأمور التي حصلت له ، أقلها أهمية
إن لم تأت الآن فإن الغرفة تضيق ، يتغضّن جلدها . الكعب العالي الذي انتعلتُهُ لأجل أن نتلامس كما يجدر بقامتين عاشقتين ، تنتشر ظلاله على شكل أصابع طويلة . أفكرّ بأكوام الحصى التي تدوسها من أول الحديقة حتى بابي ولا أجرؤ على العّد وأفكر بالطريقة التي تقول بها " هالو " ذلك الترخيم الذي يحزّ شريط الصدر ، الصوت المُخدّر الذي يسبح في رحم شيء كبير . أحاول أن أتصوّر الأمر من دونك ، يبدأ قلبي يرفس عنيفاً ، لكنك تنقذني بخبطة مُتعّجلة فأنجو من ان أمرض فجأة وأفتح لك بعد أن أكون أوقعت مزهرية وجلفتُ رأسي بجانب الخزانة الناتىء .. قد ينقضي الليل قبل أن تمتلك كلاماً مناسباً ومؤاسياً
Comments